السلام عليكم.. أنا عمري 35 سنة تزوجت مرة وفشلت والحقيقة لم أكن مقتنعة بالزواج الأول وكنت طبيعية حتى تزوجت مرة ثانية، وأنجبت طفلة قبل الانجاب وأثناء فترة الحمل كنت سعيدة وفخورة بنفسي، بعد الانجاب تغير عليه زوجي الذي أحببته وأنجب من أجله فأنا أكره الأمومة ولا رغبة لي بالأطفال.
المهم تعرضت للأكتئاب بعد شهور من الانجاب وكرهت الطفلة وتمنيت موتها وتناولت حبوب بروزاك، وهجرت الطفلة حيث أخذتها عند أهلي في مدينة ثانية،وتعرضت لنوبات هوس كثيرة أثناء سنوات تربيتي لطفلتي الوحيدة تصل إلى خمس مرات وتطلقت ومازالت النوبات تراودني
وتناولت العديد من الحبوب النفسية ولكني كنت أتركها من نفسي فأعود لنفس النوبات، فهل تنصحوني بتناول الحبوب طوال حياتي كما نصحني الأطباء،وهل ستصاب طفلتي بالوراثة بنفس المرض؟؟علما أن أبوها كان مصاب بالإكتئاب ولم يعالج من المرض؟؟؟
إلى المستشيرة الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك علي تواصلك وثقتك بموقع المستشار.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الاضطرابات النفسية التي تتميز بتكرار نوبات الانتكاس بين نوبات من الاكتئاب والهوس أو نوبات هوس متكررة والسيطرة علي تلك النوبات يتم بفعالية بواسطة عدة أنواع من الأدوية منهاما تم وصفه لك.
إذا تعرض المريض لأكثر من نوبتين أو ثلاثة فيحتاج لمواصلة العلاج الوقائي لفترة طويلة من حياته لا يمكن تحديدها وينصح المريض بعدم التوقف من استعمال الدواء إلا بعد الرجوع للطبيب المعالج فعند عودة المريض لحالته الطبيعية واختفاء الأعراض لفترة طويلة مع استعمال الدواء فيتم تخفيض الجرعات ولا يتم إيقافها لأن احتمال الانتكاس كبيرة.
أما عن الوراثة للاضطراب الوجداني فالكثير من الاضطرابات النفسية تلعب الوراثة دورا في الإصابة بها فالمريض يرث الاستعداد الوراثي للمرض أي لابد من عوامل بيئية أو عضوية أخري يجب توافرها لحدوث المرض فقد أثبتت الدراسات أن احتمال إصابة من كان أحد أبويه مصاب باضطراب وجداني ثنائي القطب يتراوح بين15 إلي 25%وسيزيد احتمال الإصابة بالمرض إذا كان فعلا والدها يعاني من اضطراب وجداني.
بما أن الإصابة بالمرض تحتاج لتفاعل العوامل الوراثية والعوامل البيئية وقد ذكر أنه يتم بنسبة 50 إلي 50% فأتمنى أن لا تتوفر العوامل البيئية طوال حياة ابنتك ويكتب الله لها العافية أما عنك فأنصحك بمراجعة الطبيب حتى وإن كنت لا تعانين من أعراض حاليا وذلك لبداية العلاج الوقائي المناسب (مثبت للمزاج) لمنع حدوث نوبات مستقبلا بإذن الله مع أمنياتي بالصحة والعافية.
الكاتب: د. محمد الحسن خالد
المصدر: موقع المستشار